كبار السن والتبول اللاإرادي
التبول الليلي هي حالة يستيقظ فيها الشخص عدة مرات خلال الليل من أجل التبول، وهذه الظاهرة تُدعى أيضًا التبول أثناء الليل.
لهذه المشكلة أسباب مختلفة، ومع ذلك يُمكن لهذه الظاهرة أن تُشير إلى وجود مشكلة أكبر في الجسم، مثل سرطان البروستاتا (Prostate cancer) لدى الرجال.
التبول الليلي هو من الأعراض الأكثر شيوعًا التي تمس بشدة بجودة حياة المريض، حيث أن الحاجة إلى القيام عدة مرات خلال الليل لا يُتيح النوم المتواصل ذا الجودة طوال الليل، مما يُسبب التعب، والعصيبة، والاكتئاب، وحتى الهبوط في القدرات الذهنية والأدائية خلال النهار.
في بعض الحالات النادرة قد يُؤدي التبول الليلي أيضًا إلى خفض متوسط العمر المتوقع (Life expectancy) للمريض.
العملية الطبيعية لإفراز البول
في الحالة الطبيعية وعند أي شخص معافى يُصبح البول خلال النوم في الليل أكثر تركيزًا عند النوم بمعدل 6 – 8 ساعات، ويرفع تركيز البول كثيرًا ليُعادل عدة أضعاف من تركيزه في بداية الليل.
في اللحظة التي يرتفع فيها تركيز الأسمولالية (Osmolality) في البول إلى فوق عتبة معينة، تبدأ المستقبلات الخاصة في المثانة بالإشارة بذلك إلى الدماغ، الذي يوقظ بدوره الجسم، ولهذا السبب نشعر بالحاجة الشديدة إلى التبول في الصباح.
عملية إنتاج البول في الجسم هي عملية دورية تتم مراقبتها وضبطها بواسطة هرمون يدعى فازوبريسين (Vasopressin)، يتم إنتاج هذا الهرمون في الغدة النخامية (Hypophysis) ويتم إفرازه خلال النهار بنسبة أقل من نسبة إفرازه خلال الليل.
وتتمثل وظيفة هذا الهرمون في إصدار أوامر لامتصاص متكرر في الكليتين، مما يعني أن كمية البول التي يتم إنتاجها خلال النهار هي أكثر من تلك التي يتم إنتاجها خلال الليل، أما إذا زادت كمية البول التي يتم إنتاجها خلال الليل عن 20% من كمية البول التي يتم إنتاجها خلال النهار، فهذه حالة تعرف بأنها إنتاج ليلي زائد.
وفقًا لبعض الباحثين يُعد إنتاج أكثر من 0.9 – 1.3 سنتيمتر مكعب من البول في الدقيقة خلال ساعات الليل إنتاجا ليليًا زائدًا، والإنسان الذي ينام 6 ساعات خلال الليل وإنتاج البول الليلي عنده هو 324 سنتيمتر مكعب أو أكثر يُعد شخصًا يُعاني من إنتاج بولي ليلي؛ لأنه ينتج أكثر من 0.9 سنتيمترًا مكعب في الدقيقة.
تجدر الإشارة إلى أنه ليس من المفترض أن يستيقظ الأشخاص المعافون من نومهم الليلي من أجل التبول.
أعراض التبوّل الليلي
يتميز التبول الليلي بالأعراض الآتية:
الاستيقاظ المفرط أكثر من مرة واحدة من النوم خلال الليل بغرض التبول.
الصعوبات الحركية عند القيام بمهام سهلة نسبيًا.
قلة النوم.
صعوبة في الاستيقاظ في الصباح.
الآلام في أسفل البطن.
أسباب وعوامل خطر التبوّل الليلي
هناك العديد من الأسباب والعوامل التي تُسبب التبول الليلي.
أسباب التبول الليلي
غالبًا يكون التبول الليلي ناجمًا عن تضخم في غدة البروستاتا، حيث تضغط الغدة على أنبوب تصريف البول، بحيث لا يتم إفراغ المثانة بشكل كامل عند التبول، فتزداد وتيرة الحاجة إلى إفراغ المثانة من البول، ومع ذلك قد تكون لهذه المشكلة أسباب أخرى عدة، مثل:
عدم انتظام إفراز هرمون فازوبريسين خلال الليل
هذه الظاهرة يُمكن أن تنتقل بالوراثة أو يتم اكتسابها في مرحلة متقدمة من العمر، حيث يقل إفراز الفازوبريسين مع تقدم السن، لذلك تزداد نسبة انتشار المرض عند كبار السن.
إفراط في إفراز الماء أو الأملاح بسبب فشل القلب الاحتقاني (CHF – Congestive heart failure)
فشل القلب يعني أن القلب لا يستطيع ضخ جميع السوائل أو الدم بشكل فعّال، نتيجة لذلك تبقى بعض السوائل في الجسم تتركز بالأساس في الفراغ بين الخلايا في الرجلين.
فتُسبب هذه السوائل تكون الوذمات (Edema)، ويختفي التورم في الصباح؛ لأن السوائل تعود في وضعية الاستلقاء إلى القلب وإلى الكليتين في نهاية المطاف.
الفشل الكلوي (Renal failure) وانقطاع النفس أثناء النوم (Sleep Apnea)
حيث تُسبب اضطرابًا في تصريف الدم من الرجلين، نتيجة لذلك يتراكم السائل في الفراغ بين الخلايا كما في حالة فشل القلب.
عند الاستلقاء في الليل تتسرب السوائل إلى الأوردة التي في الرجلين وتصل في نهاية المطاف إلى الكليتين اللتين تنتجان كمية أكبر من البول.
النقص في هرمون الأستروجين (Estrogen) لدى النساء
يُمكن أن يُسبب ذلك خللًا في عمل الجهاز البولي، ويؤدي إلى زيادة التبول الليلي كما هو الحال بالنسبة إلى فرط نشاط المثانة (Overactive Bladder).
عوامل الخطر
من أهم العوامل التي تزيد من الإصابة بالتبول الليلي:
التقدم بالعمر، إذ إن احتمال الإصابة بهذه الظاهرة تزداد مع تقدم العمر، وانتشار هذه الظاهرة يتراوح بين 16% – 40% لدى الذين تتراوح أعمارهم بين 40 – 45 سنة، وبين 50% – 90% لدى الذين تبلغ أعمارهم 80 سنة وما فوق.
الأمراض المزمنة، مثل:
السكري.
أمراض القلب.
التهاب الأمعاء.
التهاب المثانة الجرثومي.
مضاعفات التبوّل الليلي
بما أن التبول الليلي يُؤثر على جودة النوم، فذلك قد يُؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بحوادث سير.
تشخيص التبوّل الليلي
يتطلب تشخيص التبول الليلي إجراء فحص جسماني كامل وشامل ومعرفة التاريخ الصحي للمريض، ومن المعلومات المهمة التي تُسأل للمريض:
وجود أمراض.
عمليات جراحية سابقة.
تناول أدوية.
طلب توثيق أوقات تبول المريض خلال يوم واحد على الأقل.
في حالات نادرة تكون هنالك حاجة إلى زيارة ليلية لعيادة متخصصة في مجال النوم.
علاج التبوّل الليلي
يُمكن علاج التبول الليلي عن طريق العلاجات المنزلية والدوائية معًا كما في الآتي.
1. العلاجات المنزلية
يجب على المريض الالتزام في الآتي:
التقليل من شرب السوائل في المساء.
أخذ مدرات البول في حال ضرورة استخدامها قبل 6 ساعات من النوم على الأقل.
أخذ قيلولة بعد الظهيرة.
رفع الرجلين أثناء الجلوس.
2. العلاج الدوائي
من أهم العلاجات الدوائية المستخدمة ما يأتي:
الأدوية المضادة للكولين (Anticholinergic medications).
مدرات البول، مثل: فيوروسيمايد (Furosemide).
دواء ديسموبريسين (Desmopressin).
الوقاية من التبوّل الليلي
يُمكن الوقاية من التبول الليلي عن طريق:
تجنب شرب الماء والعصائر قبل ساعات النوم يُمكن أن يُقلل الأعراض بشكل ملحوظ.
تجنب تناول المشروبات الكحولية والمشروبات ذات الكافيين الزائد.