التعامل مع كبار السن في حالات القلق
القلق هو رد فعل الجسم الطبيعي المُعد لتهيئته للتعامل مع الأزمات، فهو بمثابة أداة للجسم والعقل هدفها البقاء على قيد الحياة في الحالات المختلفة، والوقاية من الخطر وتخطي الأزمات بسلام، ولكن عندما يصبح القلق مزمنًا ولا يتم ضبطه بشكل سليم فيمكن أن نسميه اضطراب القلق وعندها هذه المشاعر يصعب التعامل معها يوميًا، وتضر بجودة الحياة ويمكن أن تؤدي أيضًا إلى الاكتئاب.
فما كيفية التعامل مع كبار السن في حالات القلق؟
كيفية التعامل مع كبار السن في حالات القلق
اضطرابات القلق المستمرة لا تؤثر سلبًا فقط على جودة الحياة، وإنما أيضًا قد تُشكل خطرًا على الصحة خاصة في سن متقدمة، إليكم بعض طرق التعامل مع كبار السن في حالات القلق، وبشكل مستقل وبمساعدة أفراد العائلة، كما يجب التأكد من أن الطبيب يعرف المشكلة ويدرك تأثيرها على الحياة اليومية للمسن.
إذ يجب على أفراد الأسرة أن يقدموا الدعم في التعامل مع كبار السن في حالات القلق من خلال:
الإصغاء.
الاستضافة.
استخدام الكلمات المشجعة.
عدم تجاهل علامات التحذير أو السلوك الشاذ.
الأشخاص المسنون الذين يعانون من اضطرابات القلق يجدون صعوبة في اتخاذ القرارات حتى في القرارات اليومية البسيطة، وهنا يأتي دور أفراد الأسرة لدعم وتشجيع اتخاذ أي قرار من مكان تناول وجبة الغداء وحتى اختيار مكان دار المسنين.
يُوصى بقدر الإمكان مرافقة أحد أفراد الأسرة للمسن إلى الأماكن المثيرة للقلق، مثل: الفحوصات الطبية، ومكتب المحاماة، وعيادة الأسنان، وما إلى ذلك ومساعدتهم على الاستعداد والتعامل مع أي حالة من هذا النوع، وتقبلوا حقيقة أن الأشخاص الذين يعانون من القلق أحيانًا لا يفوا بوعودهم، فالشخص الذي يعاني من اضطرابات القلق يعاني من الكثير من التردد وغالبًا ما يتعهد بالقيام بشيء ما ويندم بعد أن ينتابه الخوف.
علاج اضطرابات القلق لدى كبار السن
في يومنا هذا يمكن علاج اضطرابات القلق على نحو فعال حتى عندما يتعلق الأمر بفئة المسنين، وذلك من خلال:
1. العلاج النفسي
العلاج عن طريق المحادثة قد يساعد كثيرًا المسنين الذين يعانون من اضطرابات القلق، ففي العلاج النفسي يتلقى المرضى الأدوات اللازمة لتغيير أنماط تفكيرهم، وبالتالي تغيير سلوكهم في كل ما يتعلق بالأفكار التي مصدرها القلق.
2. العلاج الدوائي
من الشائع اليوم تقديم العلاج الدوائي للأشخاص المسنين الذين يعانون من القلق، وعلى الرغم من أنه في هذه السن يجب أن يكون العلاج أكثر حذرًا بالنظر إلى الحالة الطبية العامة والتفاعل بين الأدوية المضادة للاكتئاب أو القلق مع الأدوية الأخرى، ولكن مع ذلك فإنه فعال جدًا.
عادة ما يعالج المرضى المسنين الذين يعانون من القلق بالأدوية:
المضادة للاكتئاب: التي لديها القدرة أيضًا على علاج حالات القلق، ولكن هذا العلاج يجب أن يستمر على المدى الطويل فهو يسمح بتحسن كبير بجودة الحياة.
المضادة للقلق: كالبنزوديازيبينات (Benzodiazepine) التي تستخدم للعلاج الموضعي في حالات القلق وحتى أنها تخفف من اضطرابات النوم.
ما مدى انتشار حالات القلق لدى كبار السن؟
اضطرابات القلق لدى كبار السن هي أمر شائع جدًا، حيث وُجد أن حوالي 20% من كبار السن يعانون من اضطرابات القلق بدرجات متفاوتة.
أسباب حالات القلق لدى كبار السن
بشكل عام لاضطرابات القلق لدى كبار السن عوامل تركز على ثلاثة مجالات رئيسة هي:
1. الصحة
إن كبار السن تظهر لديهم علامات القلق بشأن صحتهم، فهم يميلون للخوف من تدهور أدائهم الوظيفي ومن الأمراض التي قد تحرمهم من القدرة على العيش والأداء بشكل مستقل، بالإضافة إلى ذلك فالأمراض الشائعة لدى كبار السن، مثل: الخرف، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية قد ترتبط مباشرة بأعراض القلق.
2. الاستقلال المالي
سبب آخر للقلق لدى المسنين هو الموضوع الاقتصادي، كما أن الاستطلاعات قد أشارت إلى أن لدى المسنين تزايد كبير في الحالات القلق حول الاستقلال الاقتصادي، ودخل الأولاد، وإمكانية العيش دون قدرة حقيقية على العمل.
3. الضغوطات اليومية
التي تتمثل في بعض المهام، مثل: رعاية الزوجة، أو المريضة، أو وفاة أحد أفراد العائلة، أو أحد المعارف، أو الخلافات العائلية، أو مسائل الميراث، أو العلاقات الاجتماعية وصعوبة التكيف مع ظروف الحياة المتغيرة فكل هذه يمكن أن تؤدي إلى تفاقم أعراض القلق.
ما هي الأعراض الجسدية لاضطرابات القلق؟
من أبرز الأعراض المترتبة على كبار السن نتيجة المعاناة من حالات القلق الآتي:
صعوبة في التنفس.
سرعة التنفس.
نبضات القلب السريعة.
الدوخة.
الصداع.
جفاف الفم.
الأرق.
فقدان الشهية.
وأما بالنسبة إلى الأعراض النفسية فهي تتمثل في كل من الآتي:
الأفكار القاتمة.
العصبية.
الشعور بالعجز.
الإحساس بالذنب والخوف.
عدم القدرة على النوم.
الحساسية الزائدة.
الارتباك.
صعوبة التركيز.
عدم الراحة.
الميل إلى العزلة.