التهاب مفصل الكتف عند كبار السن
يعد التهاب المفاصل من الأمراض المزمنة وشائعة الحدوث عند كبار السن. تابع قراءة المقال الآتي لتعرف كل ما يهمك عن التهاب مفصل الكتف.
قد يعاني بعض الأشخاص من أعراض، مثل: الألم، وفقدان القدرة على الحركة في الكتف ما يدل على وجود التهاب في المفصل، فما هو التهاب مفصل الكتف؟ ما أعراضه؟ وكيف يتم علاجه؟
التهاب مفصل الكتف
يحدث التهاب المفاصل ومنها التهاب مفصل الكتف نتيجة حدوث تآكل مستمر وتدريجي في الغضروف الموجود في مفصل الكتف، ما يؤدي لاحتكاك العظام ببعضها، مسببًا التهاب في المفصل والشعور بألم عند تحريكه، إضافة إلى محدودية مجال الحركة.
وهناك أنواع عديدة لالتهاب مفصل الكتف، نذكر أبرزها فيما يأتي:
1. الالتهاب العظمي المفصلي في الكتف
يؤدي التهاب العظم المفصلي أو الداء المفصلي التنكسي لحدوث التهاب المفاصل نتيجة التآكل التدريجي لغضروف المفصل مع الاستخدام المستمر ومع التقدم في السن خاصة بعد عمر الـ 50 سنة.
من الممكن أن يحدث هذا النوع من التهاب المفاصل عند الأشخاص الأصغر سنًا نتيجة التعرض لإصابة مباشرة على مفصل الكتف، ويعد من أكثر أنواع التهاب المفاصل شيوعًا.
2. التهاب مفصل الكتف نتيجة الإصابة
يحدث التهاب مفصل الكتف نتيجة الإصابة بعد التعرض لضربة مباشرة على الكتف مسببة تآكل غضروف مفصل الكتف.
من الممكن أن يحدث التهاب مفصل الكتف في هذه الحالة بعد التعرض لإصابة خلال النشاطات الرياضية والحوادث المرورية أو حتى السقوط، ما يؤدي لخلع الكتف أو حدوث كسر في عظم الكتف.
يعد هذا النوع من التهاب مفصل الكتف من الأنواع الشائعة عند الأشخاص الأصغر سنًا نتيجة الإصابة مع إمكانية حدوثه عند الفئات العمرية الأكبر.
3. التهاب مفصل الكتف الروماتيدي
يعد التهاب المفاصل الروماتويدي من الأمراض المناعية التي تنتج عن مهاجمة الجهاز المناعي لخلايا الغشاء الزليلي التي تفصل بين العظام في المفاصل، ما يؤدي لتآكلها وحدوث التهاب وآلام في مفاصل الجسم ومنها مفصل الكتف.
غالبًا ما يؤثر التهاب المفاصل الروماتيدي على كلا مفصلي الكتف في نفس الوقت.
4. التهاب مفصل الكتف نتيجة تمزق الأوتار
من الممكن أن يحدث التهاب مفصل الكتف نتيجة حدوث تمزق في واحد أو أكثر من الأوتار المسؤولة عن حركة الكتف بشكل كبير وعلى فترات مطولة.
في حال تمزق واحدة أو أكثر من هذه الأوتار، قد يؤدي ذلك لاحتكاك عظم رأس عظم العضد بالعظام المجاورة، ما يؤدي لحدوث التهاب في مفصل الكتف.
5. التهاب مفصل الكتف نتيجة نقص التروية
قد يحدث موت في أنسجة المفصل والعظام المكونة له في حال تعرض مفصل الكتف لحالات معينة، مثل: الضربات المباشرة أو أمراض معينة مثل الأنيميا المنجلية والتجلطات الدموية، والاستخدام المزمن للأدوية الستيرويدية، والإدمان على الكحول ما يؤدي لنقص أو انعدام التروية الدموية في تلك المنطقة وموت الأنسجة الحية فيها (Avascular Necrosis).
في حال انعدام التروية الدموية وموت الأنسجة العظمية، يؤدي ذلك لتآكل العظام وتدمير غضروف المفصل بشكل تدريجي وبالتالي حدوث التهاب المفصل.
أعراض التهاب مفصل الكتف
تختلف أعراض التهاب مفصل الكتف وحدّتها من شخص لآخر اعتمادًا على عدد من العوامل، منها: وجود إصابة سابقة على مفصل الكتف، ودرجة تآكل غضروف المفصل، وعلى نوع التهاب مفصل الكتف الذي يعاني منه الشخص.
وإليك فيما يأتي أبرز الأعراض الجانبية المصاحبة لالتهاب مفصل الكتف:
ألم في مفصل الكتف من جميع الجهات ويعد من أكثر الأعراض شيوعًا، ويمكن أن يحدث خلال أي وقت مع أو بدون تحريك الكتف، ولكن عادة ما تزداد حدته بعد حمل أغراض ثقيلة أو بعد ممارسة الرياضة، ومن الممكن أن يمتد الألم للذراع والكوع أو اليدين في حالات التهاب مفصل الكتف الشديدة.
تورم واحمرار وحرارة في مفصل الكتف.
تيبس مفصل الكتف وعدم القدرة على القيام بحركات معينة أو استخدام الذراعين مثل السابق.
الشعور باحتكاك العظام المكونة لمفصل الكتف ببعضها، والذي قد ينتج عنه صوت طقطقة عند تحريك الكتف.
محدودية حركات ومجال الحركة في مفصل الكتف التي يستطيع الشخص القيام بها.
تشخيص التهاب مفصل الكتف
يعتمد الطبيب في تشخيص التهاب مفصل الكتف على الأعراض التي يشكو منها المريض، والتاريخ المرضي، والفحص الجسدي إضافة إلى الأشعة التشخيصية، مثل: الأشعة السينية، والأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي، والتي تسهم في تحديد درجة التهاب المفصل وتآكل الغضروف ووضع العظام المكونة لمفصل الكتف.
علاج التهاب مفصل الكتف
يعتمد علاج التهاب مفصل الكتف على التخفيف من الأعراض المصاحبة له مثل الألم ومحدودية الحركة في المفصل، ويشمل على العلاجات الآتية:
الحصول على قسط كافي من الراحة والتخفيف أو التوقف عن ممارسة بعض الأنشطة اليومية التي يقوم بها المريض وتسبب زيادة في حدّة الأعراض، مثل: حمل أغراض ثقيلة أو ممارسة بعض الأنشطة الرياضية التي تزيد من الألم.
وضع كمادات مثلجة على الكتف لمدة 20-30 دقيقة مرتين إلى ثلاث مرات خلال اليوم، يمكن أيضًا استخدام الكمادات الدافئة في حال تخفيفها للألم والتورم بشكل أكبر عند المريض.
استخدام الأدوية المسكنة للألم وتخفيف حدة الالتهاب، مثل الباراسيتامول ومضادات الإلتهاب غير الستيرويدية مثل الأيبوبروفين، وينصح باستشارة الطبيب قبل تناولها لضمان عدم وجود موانع استخدام عند المريض، واختيار الدواء والجرعة المناسبة لحالة المريض.
الخضوع للعلاج الطبيعي في بعض الحالات التي يفقد فيها الشخص مجال حركة الكتف الطبيعي.
استخدام الطبيب لحقن الكورتيزون أو حقن حمض الهيالورونيك للتخفيف من الأعراض المصاحبة لالتهاب المفصل.
في بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاجات السابقة، قد يلجأ الطبيب للخيار الجراحي، مثل إزالة الأنسجة المسببة لالتهاب المفصل باستخدام المنظار أو إجراء عملية استبدال مفصل الكتف في حالات تآكل غضروف المفصل الكامل واحتكاك عظام الكتف والعضد بشكل مباشر.
تعليق واحد
شكرًا جزيلًا على الموضوع الرائع والمميز.. واصل تألقك معنا بارك الله فيك، ننتظر منك الكثير